الاثنين، 6 يناير 2014

د. منصور خالد – إنسان يفوق التَصُور


 
رجل يبدو عليه الكهل، في شكله الخارجي، وتظهر عليه إنحناءه يبدو عليها أنها تحكي عن إنسانيته وتواضعه لمن يأتي إليه ليصافحه، أو قد تكون نتيجة ضغط قوي تعرض له من وطأة الهموم التي يحملها في رأسه لتعبر عن ثقلها الكمي في علم الأوزان والأحجام وتفاعلات فيزياء الجسد، مطبقة عليه نظرية نيوتن المتعلقة بردود الأفعال، منتجة محصلة أكاديمية في الأنثربولوجيا، وتحليلات عميقة في شؤون متعلقة بمجتمعاتنا، في المجال السياسي، والخاص بالتعقيدات التي تحملها، منذ إكتساب الشرعية الوطنية في حكم البلاد ما بعد الكلونياليه..

 لم يأخذ مكانه مفكرا" فقط يمسك بانامله قلما" ليشرح لنا أكاديميته في الوصف والتشريح، إختار أن يدخل في تلك التعقيدات للمساهمه في فك طلاسمها، وقد كان له شرف التوقيع، بل مهندسها، علي إتفاقية أديس أبابا بين قوات دفاع جنوب السودان، وحكومة مايو، التي علي إثرها توقفت الحرب لمدة عشرة سنوات، كانت ستؤطر لفهم سياسي / فكري، قبل أن يقضي عليها الديكتاتور نميري في 83، السنة التي تم فيها اعلان الحركة الشعبية لتحرير السودان كجسم مناوئ للمركز السلطوي في الخرطوم. بعدها أعلن عن نفسه أحد مساهمي فكرة الحركة الجديده في خطوة تعبر عن عمق تفكيره في النقد والمراجعة لكافة القضايا، من ضمنها النخب السياسيه وتحدث عن إدمان الفشل الذي ظل يلازمها، بل وأصبح سمة من سماتها الأساسية في التعريف. وأصبح للجميع أعباء أضافية للحد من تجذر الفشل في عمق الواقع.

دكتور منصور خالد، فكر يمشي بين أزقة الواقع المرير، يلهث بخطي سريعة لإزالة ثبور تحالفات رجعية تحمل في طياتها صحائف شريره، فهل تستطيع أنامله أن تخط ما يجول في عمقه من أفكار، بعد أن أصابها الإعياء بالدرجة التي تجعلها غير قادرة علي فتح قارورة مياه يبرد بها جوفه رغم برودة الجو هذه الأيام..

دُمتَ طيباً