الجمعة، 30 أغسطس 2013

الحركة الطلابية... تضحيات من اجل الحقوق وشهداء لها

الحركة الطلابية... تضحيات من اجل الحقوق وشهداء لها
 
 
 
ســــــــــــــامي العــــــــــــــطا
4/8/2013م
 
 
 
ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻄﻼﺑﻴﺔ السياسيه السودانية ﻭﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺆﺗﻤﺮ الخرﻳﺠﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺎﺱ ﻫﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻃﻼﺑﻴﺔ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻲ ﺍﺣﺰﺍﺏ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻫﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻲ ﺭﻭﺍﻓﺪ ﺗﺪﻋﻢ الأﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ وحتي الآن، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ الطلاﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻙ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻓﻜﺮﻱ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻣﻤﺎ جعل ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻧﺠﺎﺯ ﺛﻮﺭﺗﻲ1964 ﻭ 1985 ﻡ ﺑﺘﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻲ الخرﻭﺝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﺳﻘﺎﻁ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ.
 
 
 
وفي سبيل ذلك، قدمت الحركة الطلابية تضحيات كبيره تعبر عن سلوكياتها وصدقها في تبنيها لقضايا الشعب السوداني بصورة أعم، وللمؤسسات الطلابية بصوره أخص. وكانت في حالة حراك دائم من اجل إكتساب حقوقها المشروعه داخل المؤسسة التي تخصهم، وشديدي الإصرار علي كسب هذا الحق والعمل علي ضغط ادارة الجامعات بإعتبارها الجهة المنوط بها توفير هذا الحق. إزداد التصادم بين ادارة الجامعات والحركه الطلابية بعد انقلاب يونيو 89م، وذلك بعد تبني الإنقاذ خط الإقصاء المركب لكافة الشعب السوداني وفرض سياسة التمكين كآلية للسطو علي المؤسسات، وأقحمت نفسها في مصادمات مباشره مع كافة الاجهزه الامنية في الدوله، بعد إنشاءها مؤسسات هلامية تخص هموم الطلاب كصندوق الطلاب الذي فيما بعد مسؤول عن مسكن طلاب الجامعات، وهي مؤسسة غير خاصعه للمراجعه القانونية، غير أنها مؤسسة أمنية معلوماتيه تعمل علي تنصيف الطلاب من باب المشاركه السياسية وان يكون التصنيف مع او ضد سياسة الدولة..
 
 
 
هذه الوضعية خلقت فجوة كبيره بين الطلاب والادارة التي كانت هي الجهة المنوط بها الإهتمام بقضايا الطلاب، وخلقت صراع أزلي بينهما، لأن الإدارات دايما ترضخ لسياسات الدولة المتمثله في جهاز الأمن، وأصبحت هناك تضحيات أكبر من الطلاب لكسر شوكة هذه المؤسسات الطاغية، ووصلت حد الإغتيالات السياسية للقيادات الطلابية الفعالة في البحث والمناضله من أجل حقوق، وكان إغتيال الدكتور هيثم إبراهيم المأمون المقاتل بالتحالف الطلابي السوداني - جامعة كسلا، إثر مشاركته في الحملة ضد مؤسسات الإنقاذ في هضم حقوق طلاب جامعة كسلا والمتمثله في اتحاد الطلاب كحق مشروع كفله الدستور فيما يخص النقابات.. إمتد إيدي الغدر فنالت من الشهيد ميرغني النعمان سوميت عضو مؤتمر الطلاب المستقليين - جامعة سنار وذلك بعد تراجع ادارة الجامعه عن التصديق بالندوة التي تخص المستقليين في الجامعه بعد تدخل الأجهزه الامنية لمنع قيام الفعالية وكانت المصادمه بين الطلاب والدولة، وتطاولت هذه ايدي الطغيان الزميل محمد عبدالسلام عضو الجبهة الديمقراطية - جامعة الخرطوم بسبب حقه في الإيواء مثله مثل زملاءه من الطلاب بالسكن الطلابي وكان جزاءه السحل والقتل بايدي طلاب الإنقاذ.. ولم أنسي الطالب عبدالحكم - جامعة ام درمان الإسلامية الذي تم الغدر به بسبب حراكه السياسي الإيجابي الذي من الممكن أن يمثل مصدرا" لإشعاع الوعي في شريحة الطلاب لإكتساب القدرة علي مجابهة الدولة لنيل حقوق الشعب السوداني، كما أنني لن أنسي الطالب ابوالعاص، وطلاب دارفور الأربعه في جامعة الجزيره الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم بواسطة الاجهزه الامنية ومن بعد الزج بهم في ترعة مياه، للإيحاء بان سبب الوفاة هو الغرق..
 
 
بالتأكيد القائمه ستكون طويله، كما أن هذا المقال ليس لحصر شهداء الحركة الطلابية بقدر ما هو اعطاء نماذج لشهداءنا من الطلاب في مواجهة طغمة الإنقاذ والتضحيات التي قدمت من أجل الحرية والعداله..
 
 
تظل الحركة الطلابية، علي مر التاريخ السياسي منبعا" للإدراك المعرفي، ومصدرا" للإشعاع الفكري، ونموذجا" مشرفا" لمنابر الوعي الإستناري، ومثالا" للتضحية من اجل الحرية والعداله والديمقراطية..رحم الله شهداء الحركة الطلابيه بقدر ما بذلوا من جهد من اجل إستعادة الحق ومهروا دماءهم من اجله.. ورحم الله الشهيد محمد عبدالسلام والذي بذكراه ال 15 والتي تصادف يوم 5/8 خرج عبره هذا المقال للمرور باذهاننا الي ذكري أناس ضحوا بشبابهم من اجل هذا الوطن..
 
المجد والخلود الشهداء الأبرار
والخزي والعار للمتخاذلين

د. جون .. قائد احترقت روحه، نوراً لغيره

في الذكري الثامنة

د.جون.. قائد احترقت روحه، نوراً لغيره

 

ســـامي العـــــطا
30/8/2013م

 

(أنا جون دي مؤمن بوحدة السودان) مقوله قالها قائد ومفكر سوداني، وظل يعمل من اجلها حيناً من الدهر وذهب وهو يتوسدها، ذلك القائد هو دكتور جون قرنق دي مابيور ولد في يوم 23 يونيو 1945م في منطقة (بور)، درس المراحل الاولية في منطقته، وكأترابه عمل راعيا للمواشي التي تملكها الاسرة، وانتقل للخرطوم وعمل خفيرا في الهيئة القومية للكهرباء ومنها ذهب للعمل في منطقة الدمازين بالنيل الازرق. درس قرنق المرحلة الثانوية في منطقة رومبيك واغلقت المدرسة بسبب الثورة التي كانت قد اندلعت في الجنوب عام 1955م، التحق قرنق بحركة (انانيا) عام 1963، وهي الثورة التي قادها نائب الرئيس السوداني الاسبق جوزيف لاقو وكانت تسمى حركة تحرير جنوب السودان، وقتها كان قرنق يبلغ من العمر 18 عاما. اكمل قرنق تعليمه الثانوي بالمدارس العليا في جمهورية تنزانيا، وعاد الى كينيا وعمل في التدريس عام 1965 بمدرسة «كانتوناقا» الثانوية والآن تسمى مدرسة (ماونت كينيا العليا). بعدها اتجه الى الولايات المتحدة للدراسة الجامعية، ثم عاد الى الغابة لخوض حرب الغوريلا الثورية اوائل السبعينات. ومن ثم تم استيعابه في القوات المسلحة بعد اتفاق اديس ابابا 1972 بين جوزيف لاقو والرئيس السابق جعفر النميري برتبة (نقيب) الدفعة الثامنة عشرة. بعد ان اكمل دراسة العلوم في الولايات المتحدة. نال الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي عام 1981من جامعة أيوا بالولايات المتحدة الأميركية بعدها عمل في مركز البحوث العسكرية بالجيش السوداني، والتدريس بجامعة الخرطوم كلية الزراعة.
 
 
 
التحق الدكتور جون قرنق بالجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تأسس في 16 مايو (ايار) 1983م بعد تكليفه من قبل الجيش السوداني لاخماد تمرد قام به 500 فرداً، اثر الانضمام لها ودعمها، ومنها نبعت فكرة السودان الجديد وذلك بعد فشل الانظمة السياسية التي مرت علي البلاد منذ الاستقلال، والتقويض الدائم لها للمواثيق، والتي كان اخرها اتفاقية اديس ابابا 1972م التي انهارت تماما في سبتمبر 1983م باعلان قوانين سبتمبر من قبل النظام في الخرطوم بقيادة جعفر محمد نميري.
 
 
 
عاد الي الخرطوم في 8 يوليو 2005م، بعد انجاز اتفاقية نيفاشا، بعد مشوار طويل وشاق من النضال ضد الاستبداد، واستقبله ما يقارب السته ملايين من افراد الشعب السوداني الطامح الي احداث تحول ديمقراطي، يؤطر لبناء دولة مؤسسات تحترم كافة التعدد، ولكن لم يمضي اكثر من 21 يوماً، تجتاحه ايدي الغدر واعداء السلام، وتبلغ روحه الطاهره الي العليين في 30 يوليو، لتقضي علي روح طاهرة وهبت حياته من اجل الحرية / العدل / المساواة. وهي الروح التي تشير للقلب لاستنطاق العقل النقي بمقولات ظلت تعبر عن مكنوناته العميقة والتي تعبر عن افراد الشعب السوداني، روح لها القدرة علي مخاطبة كل انسان حسب ثقافته، روح تحمل في اعماقها فأل بناء سودان جديد موحد يسع الجميع بكافة تبايناتها السياسية/ الاجتماعية/ الثقافية..
 
 
          رحل د. جون ولكن لن يتبعه فكره، بل سيبقي معنا، لندير دفة مؤشر العقل تجاهه، لتكلمة ما بدأه من نضالات.. وحتماً ستجد من يوفي لروحك التي قدمتها فداءاً للحرية والكرامة والسودان الجديد. يبقي علينا جميعاً ان نهزم المحنة وان يبقي كل منا جون قرنق لمواصلة الطريق، لان الرؤية لن تموت فينا.
 
 
 
          المجد والخلود لشهداءنا الابرار..

         

         

الدخول في فوهة البندقية

الدخول في فوهة البندقية

اعداد: ســــــــامي العــــــــــــــــطا
9/7/2013م


تمهيد:

تحت هذا العنوان وفي يوم الجمعة الرابع من مارس عام 2005م، وعلي صفحات جريدة "الصحافة" اطلعت علي حوار اداره الصحفي عبدالمنعم ابوادريس، مع بعض من مقاتلي التحالف الوطني السوداني / قوات التحالف السودانية ابان العودة بعد اتفاقية نيفاشا بين الحركة الشعبية والحزب الحاكم، واتفاقية القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة ايضاً، واثرت ان اعمل علي ارشفة هذا الحوار، والاناعيد نشره ولكن عبر الفضاء الاسفيري، والي مضابط الحوار:

حوار: عبدالمنعم ابوادريس

مرت بالسودان احداث جسام خلال فترة التسعينات من القرن الماضي وانعكست هذه الاحداث علي قطاع الشباب بصورة خاصة لانهم كانوا الصفحة الاولي لهذه الاحداث ووقود الحرب التي امتدت من جنوب السودان الي جنوب كردفان والنيل الازرق وشرق السودان، ولان شهود هذه الاحداث ما زالوا احياء يبقي امر كتابته علي السنتهم يوثق لهذه الفترة العصيبة من تاريخ السودان السياسي، وعندما قال لي محدثي هل ترغب في مقابلة خمسة عائدين من معسكرات التحالف اقلهم مكث في هذه المعسكرات سبع سنوات لم يفصح الا عن الاسم الاول فقط وحتي هذا لا اظنه حقيقياً وذلك ببساطة لان غبار الحرب ما زال عالقاً بنفوسهم وثقافة الحرب مستوطنة في عقولهم فكانت هذه الحصيلة مع الطاهر، رامبو، الهادي، عصام، وسبت الذين خرجوا من ضيق الخنادق الي رحاب الوطن وهوائه الطلق.

<!--[if !supportLists]-->1.    <!--[endif]--> من الجامعة الي الخندق

سالنا الطاهر هو الوحيد الذي تهيات له فرصة ان يعيش حياتين (مدنية وعسكرية) داخل معسكرات من بين هذه المجموهة لانه كان يتسلل لاريتريا كل ثلاثة اشهر يبقي لفترة ثم يعود سالته كيف بدات علاقتك بالعمل السياسي؟ يجيب الطاهر بقوله كنت ابحث عن ما يقنعني وسط التنظيمات الموجودة في الساحة الطلابية فلم اجد حتي ظهر التحالف الطلابي 1994م وظل هذا الاسم مثار تساؤلي ومحط اهتمامي حتي بدأ الناس في مدينة كسلا يتحدثون سراً وجهراً عن قوات التحالف ثم تبع ذلك اشرطة كاسيت ومنشورات توزع في دار الرياضة في هذا الجو تم فصلي من جامعة كسلا لنشاطي السياسي فخرجت الي اريتريا بعد حديث مع شخص ينتمي للتحالف (راي حجب اسمه) ولكن وسط دهشتي كانت قيادات التحالف بعد انضمامي لها تريد مني العودة للداخل واقنعني الشهيد عبدالعزيز النور بالعودة ولكن رغماً عن الخروج حيث كنت كل ثلاثة اشهر اذهب الي اريتريا.

انت طالب والحديث في الجامعات ان مؤتمر الطلاب المستقليين كان رصيداً للتحالف؟

يرد الطاهر هذا صحيح الي حد ما خاصة عندما اعلن المكتب التنفيذي لحزب المؤتمر الوطني المعارض انضمامه للتحالف واصلا مؤتمر الطلاب المستقليين هو رافد لمؤتمر الوطني المعارض كما ان القيادات الطلابية لمؤتمر الطلاب المستقليين اصبحت تحالف ولكن هناك كان يرفض هذا بل ان بعضهم كان يعتقد ان التحالف يريد طمس هوية مؤتمر الطلاب.

لماذا عمل التحالف في الشرق؟

هذا لوجود اريتريا التي توفر الارض كما اننا كنا نصر علي عدم ربطنا بقيادة التحالف الموجودة بالخرطوم حتي جاءت الحرب الاريترية الاثيوبية

وما هو تاثير هذه الحرب عليكم؟

هذه الحرب انهكت كل التجمع اما التحالف فقد وجهت له ضربة قاضية وصار الاتصال بناس الشرق عبر الخرطوم هو الوسيلة الوحيدة.

ولكنكم متهمون بالمشاركة مع اريتريا ضد اثيوبيا؟

هذه شائعات اطلقتها القوي التقليدية

ماذا تقصد بالقوي التقليدية؟

حزب الامة  والاتحادي

ولكن هؤلاء حلفاؤكم في التجمع؟

نحن ارتكبنا خطأ بان اعلنا ان قوي السودان القديم هي العدو الاستراتيجي لنا والمرحلة هو النظام وفي ذلك الوقت كان العدو الاستراتيجي حليفاً مرحلياً وهناك اشياء اخري.

مثل ماذا؟

ان يتم انهاك التحالف وقال عدد كبير من القوات والتحالف ليس له طاقة لاستيعاب هذه الاعداد مثلا في يوم من الايام جاء 600 مقاتل وكان هذا اتفاق سري.

<!--[if !supportLists]-->2.    <!--[endif]--> من دارفور الي التحالف:

رامبو هو اصلا من جنوب دارفور سالناه اين كنت قبل التحالف؟ قال انا كنت عسكري وعملت مع عمر البشير من 87 وحتي 1989م ثم تركت الجيش وعملت في شركة خاصة. وكيف وصلت التحالف؟

اصلا الاوضاع السياسية لم تكن بالنسبة لي علي ما يرام ووصلت الي منطقة الحدود السودانية الاثيوبية ووجدت منشورات التحالف واتفقت معي ودخلت المعسكر واخذت الجرعات السياسية ومن هناك الي شرق السودان.

لماذا الشرق وانت قادم من اقصي دارفور؟

التحالف طرحه كان لكل السودان ولكن ظروف الارض جعلت الشرق ونحن اول جهة فتحت جبهة الشرق وانا شاركت في اول عملية..

لم يكن لديكم وجود حقيقي حتي في الشرق وقوات الحركة تقوم بكل شي يرد منفعلاً كل عملياتنا كانت تحالف منفردة ولم نعمل معاً الا عبر لواء السودان الموحد 1998م.

ولكن الحركة لديها التسليح والعدد؟ هذا صحيح ولكن لدينا قطاعاتنا الخاصة مثلا في النيل الازرق الفاصل بين مناطقنا ومناطق الحركة سبعة ساعات بالعربة وحتي عندما عملنا معا في البحر الاحمر كان لكل قوة قائدها الموجود فقط للتنسيق.

ولكنكم اعتمدتم علي الشباب الذين خرجوا الي اريتريا بحثا عن العمل والهجرة؟

هذا غير صحيح ولم اشهد مثل هذه الحالات في المعسكرات

لقد تهيأت الان للانتقال الي الحياة المدنية؟

انا لا اعمل بالعسكرية الا في زمنها ولكني اقوم بالعمل السياسي وتدربت علي هذا عبر المدرسة.

بعد انشقاق التحالف هل تحسب بان سنوات العمل العسكري ضاعت؟

انا لم ادخل التحالف من اجل شخصي

<!--[if !supportLists]-->3.    <!--[endif]--> عبر بوابة الفصل من العمل

عصام يقول انه من كردفان مدينة الابيض وكنت اعمل في مصنع سكر حلفا علي مدي اربع سنوات

هل لديك خلفية سياسية؟

قلي فصلي عام 1996م لم يكن لدي علاقة بالسياسة ولكن الفصل من العمل هو جعلني ابحث عن السياسة ولم افهم هذا الا عندما انتميت للتحالف. بعد فصلي مباشرةذهبت الي اثيوبيا وقضيت كل هذه السنوات من 96م وحتي لحظة العودة في الميدان.

انت مدني وذهبت الي الحياة العسكرية والان تعود هل تحس بغرابة الحياة المدنية؟

نعم احس بالغرابة بالرغم من ان البندقية بالنسبة لي كانت وسيلة للعدالة والديمقراطية والمساواة.

هل تذكر اول شخص التقيته من التحالف؟

هو عبادي وكان ذلك في منطقة حدودية مع اثيوبيا

من كان يدربكم؟

معلمون سودانيون

واين الاريتريون؟

لم ارهم في المعسكرات وانا شخصيا بعد ان تاهلت صرت معلما

<!--[if !supportLists]-->4.    <!--[endif]--> المنشورات حملتني الي التحالف

الهادي من منطقة ام دم حاج احمد من شمال كردفان قال انه يعمل في معصرة بالقضارف وفي اثناء لعمل جاء ميثاق التحالف مهرباً من اريتريا عام 1995م وقراته وانتظرت ثمانية اشهر حتي خرجت والغريب ان الرجل الذي كنت اعمل معه في ديم حمد بالقضارف ما زالت حقيبة ملابسي معه.

كل هذه السنوات وانت عسكري؟

انا لست عسكري انا مقاتل وعملت دورات سياسية وعسكرية

هل يمكن ان نقول محترف؟

لا وليست لدي رغبة في الحرب اصلا والان لا اتمني العودة لها قد كانت وسيلة بالنسبة لي فقط.

<!--[if !supportLists]-->5.    <!--[endif]--> جئت من الطابور الخامس

سبت من ابناء النوبة الدلنج ولكنه مولود في مدني سالناه من اين قال من جبال النوبه ولكن عندما علمنا مدني قلنا له لماذا اخفيت مدني، قال ان مدني لا قبيلة لها ويقول انا كنت جندي في القوات المسلحة وشاركت في الحرب في عدة مناطق حيث عملت في صيف العبور في اعالي النيل ودخلت البيبور وفي جنوب النيل الازرق وغرب وشرق الاستوائية.

لماذا تركت الجيش؟

انا لم اترك الجيش انما اتهمت باني طابور خامس

لماذا؟  كنا في شرق الاستوائية ومعي مجموعة من اولاد التبوسا بنيت لهم كنيسة خارج المعسكر علي الرغم من اني مسلم وكنت عندما يذهبون الي صلواتهم في الكنيسة انتظرهم في جميز واتهمنا بان الخوارج ياتو للكنيسة معنا وادخلت السجن الحربي ومنه الي شرق السودان والتحقت بالتحالف لمدة سبع سنوات علي الرغم من اني لم ار الشرق من قبل.

المحاور: كانت هذه شهادات لمقاتلين قضوا سنوات بين الخنادق والان يدخلون للحياة المدنية ولكن لا احد يستطيع ان يعيد لهم الايام التي حرقها الرصاص

الشهيد سليمان ميلاد... إنسان علي فوهة البندقية.

الشهيد سليمان ميلاد... إنسان علي فوهة البندقية.

June 7, 2013 at 7:29pm
    اعداد: سـامي العــطا




    " اطمئن الشعب السوداني الي اننا قادمون باسمهم جميعاً لتحقيق سودان يستوي فيه الجميع في كل الحقوق، سودان ننسي فيه كل المرارات، سودان نجد فيهالعلاج، التعليم والديمقراطية والوحدة الحقيقية"



    هكذا قال الشهيد سليمان ميلاد لصحيفة الفجر التي كانت تصدر في بريطانيا، والتي عبر فيها عن مشروعه الفكري الذي يحمله، وبالتالي هو القهر الذي دعي الي الخروج ضد الجبروت والطغاة، الخروج الذي جاء متسقاً مع تجربته الحياتيه الثرة، بحكم عمله في القوات المسلحة منذ العام 1973م، تجول في معظم مناطق السودان وتعرف علي اهل السودان ارضاً وشعباً، وقد إكتشف انه ليس الوحيد الذي يعتبر مواطناً من الدرجة الثانية بل كل اهل  الهامش الجغرافي /السياسي/ الاقتصادي، مما يتعرض له اهله واسرته التي تعتبر من المسيحيين الشماليين،لعنت ومشاكل كثيرة دعت بعضهم الي الهجرة خارج الوطن، وبدأ في التمرد، واعلاء صوتهحتي في قلب الخرطوم، وبدأ يعمل علي ما يصبو له من حقوق وتسامح قولاً وسلوكاً، حتيوصل تمرده بتقديم استقاله عن القوات المسلحة بعد ان وصل رتبة عقيد، والتي قال فيها"هناك كثير ما دفعني الي تقديم استقالتي اهمها الظلم الواضح الذي تعرض لهالمسلمون، ناهيك عن غير المسلمين بعد اعتداء طغمة الانقاذ علي الحكم فيالسودان" الي ان قال" .. كذلك تم تدمير بعض المعابد المسيحية مما كان لهالاثر السيئ علي العناصر الشماليه المسيحية، وبدأت هجرات مخططة بواسطة الجبهةلاخلاء الشمال من أي عناصر وطنية مسلمة كانت ام مسيحية للانفراد بالشمال باسمالاسلام. لذلك قررت استقالتي (مايو 1991م)غير اسف عليها" الي ان قال ايضاً" ما كان يحدث للشعب السوداني باسم الاسلام ساعدني علي الاستقالة"  وايضاً قام بكتابة رساله الي رئيس تحرير جريدة الشارع السياسي (محمد محمد احمد كرار) والتي جزأها في عدة نقاط ابرزها حين قال:"
    أناأتسائل كيف أصبح المسلم مسلماً وكيف أتبع الآخرين أدياناً أخرى. السبب واضح وبسيط كل منا شب على ما عليه أبيه وأمه. بغض النظر عن ما يحيط بالأسرة فالشخص يصبح مسلماً فىأسرة مسلمة وحيدة فى أمريكا أو فى أى بقعة فى العالم. والمسيحى والهندوسى وغيرهم كذلك.وأعلم إن الله لو شاء لجعل الجميع لساناً احداً ولوناً واحداً وعقيدة وها هوذا أبوطالب الذى مهد الأرض للدعوة الإسلامية جاهلياً كافراً وقال الله لنبيه الكريم - وليس لشخص عادى يعيش معنا الآن - "أنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء"،وكذلك ذكر في معني حديثه كيف يتثني لما يسمي نفسهم (علماء) من طغمة النظام ان ينعتوا المسيحيين بالكفار، ونسوا ان الله تعالي قال: ان ارفق بني الانسان اليهم همالنصاري، وفي معقب حديثه روي قصة وهو معلماً بالمشاه وطلب منه بعض الضباط المترقيين حديثاً ان يشرح لهم بعض من العلوم العسكرية، وقد صادف الزمن الموعود صلاة المغرب، انتظر العقيد سليمان ميلاد خلف الجامع، حتي يخلصوا من شعائرهم الدينية وكان قد وصل عند دعاء الإمام الذي قال فيه: "اللهم دمر النصاري"،قال ميلاد: لو كان هناك مسلماً حقاً لما امن عليه، لكن الجميع قال"امين"، حينها تحرك الي المنزل قبل ان تحل عليه اللعنه، ولحق به بعض العقلاء، وسامحته وعزيت هذا التصرف الي قلة الفهم.


    هذا الكم من التراكمات كانت تحتاج فتيل يشعله، وكما يقول ابن دفعته المرحوم علي ياسين، ان تنصيبه حاكماً بعد انقلاب الانقاذ يونيو 1989م، ما دفعه الي الاستقاله ايضاً كما ورد في استقالته "كيف لي وانا مسيحياً ان احاكم مسلماً وبالشريعة؟"الي ان دعاه الشهيد عبدالعزيز النور (ابوالنور) للالتحاق بركب المعارضة عبر قوات التحالف السودانية، الذي كان يتحدث عنه باستمرار بانه يصلح لدورة القيادة ويتمناه بينهم، الي ان لبي الشهيد ميلاد دعوة الشهيد ابوالنور وحينها قال: " انضممت الي المعارضة بدعوة من عبدالعزيز النور لأسبابي التي طرحتها في الاستقالة باعتباري سوداني يهمه امرالسودان"


    كان الشهيد محباً للناس، ومحترماً يجعل التعامل معه منساباً دون شوائب، لا يحب مقاتلي التحالف فقط، بل ظلل هذا الحب لكل معارفه، وامتد عند تكليفه ممثلاَ للتحالف في القيادة العسكرية للتجمع الوطني الديمقراطي واصبحت هذه الروح المتدفقه ملكاًللجميع خاصة بعد تكليفه بقيادة اللواء الموحد الاول للقيادة المشتركة، وكان حريصاً علي العمل المشترك، ويعتبره صمام امان قوي المعارضة، وان يضعوا هدف اسقاط النظام امامهم والعمل من اجله.



    انطلقت عمليات الموحد بقيادة وشهد قطع طريق الخرطوم –بورسودان في عمليه قام بها تنفيذياً لساعات، محذراً القيادات العسكرية من التحرك في هذا الطريق، انتقل الشهيد الي قيادة قطاع قرورة – ولاية البحر الاحمر قائداً لها، كان يعمل بجد من اجل رفع قدرات مواطني المنطقة لكي يساهموا في بناء السودان الجديد، من خلال مدرسة الشهيد غبوش، ويومها، تلاميذها اصطفوا جنب الي جنباً مع الدفعات المتخرجة من قادة الفصائل، والذي كان مشرفاً عليها بنفسه قال: "لا تحسبونهم اطفال التحالف، ولا تخشوا الاناشيد التي يرددونها الان، انهم اطفال احرار لا علاقة لهم بالتنظيمات السياسية، اننا فقط نرعاهم ونحاول ان نغرس فس دواخلهم عشق هذا الوطن، وبعد ان يكبروا، عليهم ان يختاروا مصائرهم دون تدخل منا"




    ما كان يمضي يوم والا ان يزور هؤلاء الاطفال بالرغم من مشاغله، كان يعلمهم كيف يكتبون ويحفظون القصائد، ويخرج معهم كل اسبوعين في رحلات خاصة، بعيداً عن هموم الحياة ومتاعبها،لذلك احبوه وكانوا يزورونه كل يوم في المعسكر، انه حب البراءة الذي تتجلي فيه الحقيقة من غير زيف.




    في ذلك اليوم،صباح العاشر من يناير 2000من كان علي موعد مع اطفاله بان يقضي جل اليوم معهم،ولكنه ايضاً علي موعد مع الاجل المحتوم ومفارقة الدنيا مصير البشر، واصطفاه ربه..ارتج البحر وانقطع الزبد، ولا يريد ان يبكيه بما يذهب جفاء، وانما بماء باق وحمرة ممزوجة بحرقة..

     له الرحمة بقدر ما اعطي لوطنه، كان هاشاً باشاً متسامحاً مع نفسه قبل  ان يكون مع غيره، مات بعد اناستلم رسالة بنته "نعمه" التي قالت في نهايتها "لا تنافق ...لا تخن... لا تتراجع" مات وهو يتوسد هذه الكلمات.





    ____________________________________________________________


    كتب هشام هباني عنه:

    طوبى ..طوبى
    الوطن اعطى والوطن اخذ
    وانت بشارة الوعد
    ولقاح اللقاء
    قديسا ودرويشا
    منك تسمق صلبان المقرة
    وتذوب في ليل سنار الصوفي الوسيم
    لكم دينكم ولي دين
    وطن الجميع
    منه تنطلق الشموع
    بروح محمد وفداء يسوع
    وفيه تتحد الجموع
    كلنا نحب عزة
    وفي هواها مبتدأ الربيع
    .....
    ميلادك كان ميلادالتواصل
    وكان ايديولوجيا التماثل
    بين الابرشيات الانيقة
    في هامة الزمن الانيق
    والقباب السميقة
    في بواكير البلوغ
    .....
    (طيطوس) واحبار الخرطوم
    ما استطاعوا ان(يطلّعوا)
    صليبك المرسوم
    وشما في فؤاد الوطن
    المعمد بماء التسامح
    وروح التصالح
    عندما هزت امنا(مريومة) بجذع الوطن
    واتاها المخاض
    فكنت انت فاديناالمسيح
    وكنت المهدي في شممالضريح


    طوبى .. طوبى
    رائع كان كفرك معنابمناة
    وهبل
    وسجاح
    بالاه البلاد الجديد
    ورائع كفرك معناايها الولد العنيد
    بدين الذبح من الوريدالى الوريد
    بشرع القهر
    ودين العهر
    دين الغدر
    دين الزجر
    دين القسر
    دين النار والبطش البليد
    .....


    رائع كفرك معنا وانتايها البطل الشهيد
    ايها العهد التليد
    ايها الولد الجديد
    تطلب رأس التنين
    في وطن مصلوب
    بالظلم والضيم الشديد


    الرب اعطى
    والرب اخذ
    والوطن اعطى
    والوطن اخذ


    وما ربك بظلام للعبيد



    التحالف الطلابي السوداني – تطور النشأه وواقع التجربة

    التحالف الطلابي السوداني – تطور النشأه وواقع التجربة
     

    سامـــي العـــطا

    22/5/2013م

    نشأت الحركة الطلابية منذ تكون الحركة السياسية السودانية وارتبطت نشأتها مع الحراك السياسي السوداني منذ فترة مؤتمر الخريجين والتي كانت في الاساس هي حركة طلابية انقسمت فيما بعد الي احزاب سياسية وهي بدورها تحولت الي روافد تدعم الاحزاب السياسية منذ تاريخه، وتعتبر هي المعبر الحقيقي لها لما تشهده الساحة الطلابية من حراك سياسي وفكري قادر علي خلق الواقع السياسي في السودان. مما جعل   لها الدور الفعال في انجاز ثورتي 1964 و 1985م بتعبئة الطلاب والشعب الي الخروج والمساهمة في اسقاط تلك الانظمة.

     


    نشأ التحالف الطلابي عام 1991م بجامعة الشرق تحت اسم (التحالف الطلابي المستقل) وتكون كجبهة عريضة مناوئة لحكومة الجبهة القومية الاسلامية بعد انقلابها في 30 يونيو 1989م، وتم اطلاق كلمة (المستقل) للاستقلالية التامة عن اي حزب سياسي خارج المؤسسة التعليمية، وكان له الاثر الكبير في الحركة الطلابية بجامعة الشرق لما يميزه من كوادر نقابية استطاعت ان تسيطر علي اكثر المناصب التنفيذية في الروابط الاكاديمية والاقليمية، مما مكنهم في احداث واقع جديد بقيادتهم اول اعتصام للروابط الاكاديمية لتحقيق مطالب الطلاب في كسلا، مما دعا ادارة الجامعة الي اصدار قانون بفصل 32 طالباً بينهم 27 عضو من اعضائه؛ وكان لقرار ادارة الجامعة اثر كبير في تنظيم الجسم وعقد مؤتمرات داخلية وتحديد الرؤي الموضوعية لمجابهة استبداد الادارة. وكانت احد مخرجاتها المطالبة الدائمة بحقهم في اتحاد الطلاب؛ تسلسلت المطالبة عن طريق الروابط الاكاديمية الي ان اصبحت واقعاً في عام 1997م.

    في عام 1994م، تم اصدار قرار بتقسيم جامعة الشرق الي ثلاثة جامعات في المدن الثلاثة(بورسودان، كسلا،والقضارف) وكان طلاب كليات العلوم يدرسون السنة الاعدادية في مدينة كسلا، مما سهل من نقل تجربة التحالف الطلابي الي البحر الاحمر وتكوين جسم في جامعتها وبنفس المنهج المتبع في المصادمة مع ادارة الجامعة، الا ان قياداتها درجوالي العمل في منظمات طلابية عبر تكوين جمعية اللواء الأبيض كجمعية مهتمة بالقضايا الثقافية / السياسية / الاجتماعية، الي حين اكمال تكوين الجسم، وكان ابرز الاعضاء في ذلك الزمن، عثمان الجزار، معاوية محمد احمد، البشير القاضي (الخال)، عبدالله بقادي، هشام حسن، هشام حمد، عمار سورج، وشرفاء اخرون.

     

     

    تعتبر التحالفات داخل الاحزاب الطلابية من اهم الفعاليات السياسية لخلق الارضيات المشتركة للوصول الي صيغة اتفاق الحد الادني وانجاز انتخابات المنابر النقابية في الجامعة واعلاء صوت المعارضة في ذلك الزمن الذي يعتبر من اخطر فترات الحراك السياسي في الجامعات للقبضة الامنية القوية للنظام وانتشار حوادث الاغتيالات السياسية في اوساط الطلاب بالجامعات السودانية، وشهدت اغتيال عضو التحالف الطلابي (هيثم ابراهيم مامون) و الطالب (حامد ابراهيم اكد) من جماعة انصار السنة في كسلا، وقد نتج من هذا الحدث دخول التحالف الي انتخابات جامعة كسلا بقائمة سميت (قائمة الشهيدين هيثم وحامد) لتفوز القائمة بكل مقاعد اللجنة التنفيذية بالاتحاد في عام 1997م بعد المشاركة الاولي 1996م السنة التي اجيز فيها دستور اتحاد الطلاب، وحينها تصدي الطلاب لكل محاولات التزوير، مما دعا الاجهزة الامنية ومنسوبي النظام الي اشتباكات مع الطلاب والتي ادت الي اغلاق جامعة كسلا وتجميد الاتحاد الي اجل غير مسمي، وكان لاعضاء البحر الاحمر (طلاب السنة الاعدادية) دور مهم في هذا الانجاز. وانتقلت هذه التجربة الانتخابية الي جامعة البحر الاحمر بائتلاف عدد اربعة اعضاء (بشير الخال، وعمار سورج، واثنان لا تسعفني الذاكرة) من التحالف الطلابي بصورة مستقلة مع جماعة انصار السنة في قائمة الاصلاح، وقد فازت القائمة بكل اعضاء اللجنة التنفيذية في عام 2000م.
     
    الهدف من هذا الائتلاف هو ظهور كوادر التحالف الي الساحة السياسية والعمل النقابي، خاصة بعد النقلة المكانية الي جامعة البحر الاحمر، ومشاركة اثنين من اعضائه في منصبي الامانة الاكاديمية والاجتماعية، لتقربهم من قضايا الطلاب، هذا ساهم كثيرا في ظهور كوادره في الخطاب السياسي الجماهيري بالجامعة بعد الخلاف الذي حدث داخل مجلس الاتحاد الذي ادي الي استقالة 6 أعضاء ، 4 منهم ينتمون إلي التحالف الطلابي.
     
     
    في عام 2001م، قدم التحالف ائتلافاً جديدا مع الطلاب الانصار (حزب الأمة) باسم قائمة الوحدة الطلابية كاول قائمة باسم الوحدة الطلابية، في مواجهة قائمة التجمع الوطني الديمقراطي والذي كان يضم الطلاب الاتحاديين والجبهة الديمقراطية، وقائمة الطلاب الاسلاميين، والمؤتمر الشعبي بعد الانقسام، بالاضافة الي قائمة الاصلاح. واحتلت القائمة المركز الثالث، وكان الهدف من هذا الائتلاف معرفة الحجم الجماهيري للتحالف الطلابي وقابلية الطلاب عليه وامكانية تقبلهم بعد الاعلان بالربط التنظيمي بالتحالف الوطني السوداني /قوات التحالف السودانية.
     
     
              في مايو 2001م، اقام التحالف الطلابي السوداني جامعة البحر الاحمر مؤتمره التاسيسي الاول، وفيه أمن علي ارتباطه بالتحالف الوطني السوداني / قوات التحالف السودانية مثله مثل رفقائهم في جامعة كسلا الذين اقاموا مؤتمرهم التأسيسي في العام 1997م بعد المبادرة التي قام بها القيادي في التحالف الطلابي المستقل في كسلا الطاهر باشري بضرورة الارتباط بالمعارضة السودانية، بل، فضل الذهاب عبر الحدود الشرقية الي الاراضي المحررة وكان الالتقاء مع قائد الجبهة الشرقية في قوات التحالف عبدالعزيز النور ورئيس المكتب التنفيذي للتحالف الوطني السوداني عبد العزيز خالد عثمان، وقد خلصت اللقاءات الي تغيير الاسم من المستقل الي التحالف الطلابي السوداني وتبني مواقفه.
     
    بعد قيام مؤتمر التحالف الطلابي السوداني/جامعة البحر الاحمر طرح كوادر التحالف الرؤي الفكرية والسياسية بصورة واضحة للتحالف الوطني السوداني، وتم تشكيل المكتب السياسي، وتكملة هياكل التنظيم في الكليات، ليعلن عن نفسه خيار ديمقراطي جديد ذو رؤية سياسية تعتمد علي الانتفاضة الشعبية المسلحة عبر ممثلها التحالف الوطني السوداني / قوات التحالف السودانية، عضو التجمع الوطني الديمقراطي، وبدأ التحالف الطلابي السوداني في التمدد في بقية الجامعات السودانية، وحاز علي مناصب قيادية في الاتحادات الطلابية الوطنية في الجامعات ابرزها شهاب ابراهيم الطيب رئيس اتحاد جامعة كسلا 2004م، ومهند ميرغني رئيساً لاتحاد جامعة البحر الاحمر 2004م، واخيراً حسن محمد حسن (حجي) رئيساً لاتحاد جامعة سنار 2012م، وكذلك تقلد مناصب قيادية اخري الامانة العامة في اتحاد البحر الاحمر 2005م (مدرك حسين، و عبدالرؤوف بشير)، ونائب الرئيس في 2005م الذي تقلدته الدكتورة ايمان معاوية التي كانت ممثلة للاتحاد في المكتب التنفيذي للاتحاد العام للطلاب السودانيين – الشرعي- الذي أسس بعد انجاز القوي السياسية الوطنية للاتحاد الطلابية في عدد من الجامعات السودانية ، القضارف، كسلا، البحر الاحمر، الجزيرة، والخرطوم.