الجمعة، 30 أغسطس 2013

د. جون .. قائد احترقت روحه، نوراً لغيره

في الذكري الثامنة

د.جون.. قائد احترقت روحه، نوراً لغيره

 

ســـامي العـــــطا
30/8/2013م

 

(أنا جون دي مؤمن بوحدة السودان) مقوله قالها قائد ومفكر سوداني، وظل يعمل من اجلها حيناً من الدهر وذهب وهو يتوسدها، ذلك القائد هو دكتور جون قرنق دي مابيور ولد في يوم 23 يونيو 1945م في منطقة (بور)، درس المراحل الاولية في منطقته، وكأترابه عمل راعيا للمواشي التي تملكها الاسرة، وانتقل للخرطوم وعمل خفيرا في الهيئة القومية للكهرباء ومنها ذهب للعمل في منطقة الدمازين بالنيل الازرق. درس قرنق المرحلة الثانوية في منطقة رومبيك واغلقت المدرسة بسبب الثورة التي كانت قد اندلعت في الجنوب عام 1955م، التحق قرنق بحركة (انانيا) عام 1963، وهي الثورة التي قادها نائب الرئيس السوداني الاسبق جوزيف لاقو وكانت تسمى حركة تحرير جنوب السودان، وقتها كان قرنق يبلغ من العمر 18 عاما. اكمل قرنق تعليمه الثانوي بالمدارس العليا في جمهورية تنزانيا، وعاد الى كينيا وعمل في التدريس عام 1965 بمدرسة «كانتوناقا» الثانوية والآن تسمى مدرسة (ماونت كينيا العليا). بعدها اتجه الى الولايات المتحدة للدراسة الجامعية، ثم عاد الى الغابة لخوض حرب الغوريلا الثورية اوائل السبعينات. ومن ثم تم استيعابه في القوات المسلحة بعد اتفاق اديس ابابا 1972 بين جوزيف لاقو والرئيس السابق جعفر النميري برتبة (نقيب) الدفعة الثامنة عشرة. بعد ان اكمل دراسة العلوم في الولايات المتحدة. نال الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي عام 1981من جامعة أيوا بالولايات المتحدة الأميركية بعدها عمل في مركز البحوث العسكرية بالجيش السوداني، والتدريس بجامعة الخرطوم كلية الزراعة.
 
 
 
التحق الدكتور جون قرنق بالجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تأسس في 16 مايو (ايار) 1983م بعد تكليفه من قبل الجيش السوداني لاخماد تمرد قام به 500 فرداً، اثر الانضمام لها ودعمها، ومنها نبعت فكرة السودان الجديد وذلك بعد فشل الانظمة السياسية التي مرت علي البلاد منذ الاستقلال، والتقويض الدائم لها للمواثيق، والتي كان اخرها اتفاقية اديس ابابا 1972م التي انهارت تماما في سبتمبر 1983م باعلان قوانين سبتمبر من قبل النظام في الخرطوم بقيادة جعفر محمد نميري.
 
 
 
عاد الي الخرطوم في 8 يوليو 2005م، بعد انجاز اتفاقية نيفاشا، بعد مشوار طويل وشاق من النضال ضد الاستبداد، واستقبله ما يقارب السته ملايين من افراد الشعب السوداني الطامح الي احداث تحول ديمقراطي، يؤطر لبناء دولة مؤسسات تحترم كافة التعدد، ولكن لم يمضي اكثر من 21 يوماً، تجتاحه ايدي الغدر واعداء السلام، وتبلغ روحه الطاهره الي العليين في 30 يوليو، لتقضي علي روح طاهرة وهبت حياته من اجل الحرية / العدل / المساواة. وهي الروح التي تشير للقلب لاستنطاق العقل النقي بمقولات ظلت تعبر عن مكنوناته العميقة والتي تعبر عن افراد الشعب السوداني، روح لها القدرة علي مخاطبة كل انسان حسب ثقافته، روح تحمل في اعماقها فأل بناء سودان جديد موحد يسع الجميع بكافة تبايناتها السياسية/ الاجتماعية/ الثقافية..
 
 
          رحل د. جون ولكن لن يتبعه فكره، بل سيبقي معنا، لندير دفة مؤشر العقل تجاهه، لتكلمة ما بدأه من نضالات.. وحتماً ستجد من يوفي لروحك التي قدمتها فداءاً للحرية والكرامة والسودان الجديد. يبقي علينا جميعاً ان نهزم المحنة وان يبقي كل منا جون قرنق لمواصلة الطريق، لان الرؤية لن تموت فينا.
 
 
 
          المجد والخلود لشهداءنا الابرار..

         

         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق