الأحد، 16 مارس 2014

التايه بت ابوعاقلة الطريفي - أربعة عشر عاماً مرت


التايه بت ابوعاقلة الطريفي - أربعة عشر عاماً مرت



اعداد: سامي العطا

التاية ابوعاقلة الطريفي، هكذا اسمها الكامل ولدت ونشأت في قرية نور الجليل بمنطقة الدندر ولاية سنار، تلقت تعليمها الابتدائي بها، الي ان تم التحاقها في كلية التربية جامعة الخرطوم، تعتبر التاية من النساء القلائل التي واصلن دراستهن، الي ان وصلت الي الدراسة الجامعية، وذلك للصعوبة البالغة التي يواجهها اهالي تلك المناطق..

في ذلك اليوم ذهبت التاية الي سنتر جامعة الخرطوم بعد سماع نبأ إغتيال طالب الاداب بشير الطيب من زميله فيصل حسن عمر ذو الاتجاه الاسلامي، بعد اعلان اتحاد طلاب الجامعة مباركته لانقلاب يونيو 1989م بقيادة رئيسه حمدي خليل (الاتجاه الاسلامي)، وكان لابد من فعل طلابي وتشكيل رأي، في البدء تبنت رابطة طلاب الاداب الحدث وعقدت مخاطبة بواسطة العضو النشط سليم ابوبكر والذي استشهد في احداث ذاك اليوم، وفيها تم اعلان عن تسيير مسيرة سلمية لتقديم مذكرة لدار القضاء، اعترضتهم قوات الاحتياطي، وتجمع الطلاب السياسيين والطلاب المحايديين، بالاضافة الي الجمعيات والروابط الاكاديمية والاقليمية لاحداث حراك مناوء لنظام الانقاذ وتعبيرياً عن الموقف الذي يرفض انقلاب الجبهة الاسلامية، واعلان الخروج الي الشارع بمعركة غير معروفة العواقب، وكان من ابرز القيادات في تلك الفترة الباشمهندس محمد فاروق والاستاذ محجوب حسن حماد.

في يوم السادس من ديسمبر 1989م؛ اخترقت قوات الأمن سور الجامعة مدججة بالسلاح وقامت باطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين، المتواجدين في الطريق بين كلية العلوم السياسية ومدخل النشاط، وكان صوت الرصاص واضحاً الأمر الذي حدا بالاستاذ سيف بشير مساعد التدريس بكلية العلوم السياسية ان يكون في مسرح حادثة اغتيال التاية ابوعاقلة التي ارتمت بالقرب منه، وكان اول من وصل اليها، وقد قام بنقلها الـمشفي ومعه بعض من الطلاب، وتم منعهم من الدخول معها بالرغم من اصابتها بالرصاص الحي في عنقها.

فاضت روحها الطاهرة فداءاً للحرية، والعدالة والكرامة، وميلاداً لعهد جديد ارتوت ارضه بكثير من دماء الشرفاء، ووارت جسمانها الثري بقرية نورالجليل بمنطقة الدندر، وحضر تشييعها بعض من زملائها في الجامعة وأهلها في القرية، وترك هذا الاغتيال جرحاً غائراً في قلب والدها وكل أهل القرية باعتبار ان التاية من الاوائل الذين اتيحت لهم فرصة الدراسة الجامعية في تللك المناطق.

إستشهاد التايه له وقع خاص علي كل متابعي الساحه السياسيه في تلك الفتره، بإعتبارها أول إمراة يتم إغتيالها في الحراك السياسي السوداني، حدثها اخذ اهتمام متعاظم لمعظم المناهضين لنظام الإنقاذ، وصل الحال أن يطلق إسمها لأول عملية عسكرية للانتفاضة الشعبيه المسلحه، علي الجبهه الشرقية في منطقة مديسيسه، عبر قوات التحالف السودانية في العام 1996م.

رحم الله الشهيده التايه، وبشير، وسليم..
رحم الله شهداء الحركة الطلابية الذين اتوا من بعدهم.


حلفنا يمين ما نسيب الراية
أنحنا حصاد الطلقة الجاية
أنحنا سليم ، بشير و التاية


رحم الله شهداء هبة سبتمبر الظافرة، التي معظم شهدائها من الحركة الطلابية..
مجداً خلوداً كل شهداءنا ضد الظلم والطغيان..

سامي العطا
6/12/2013
م

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق